جاءت عملية إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969م - وبعد عامين من الاحتلال الصهيوني للقدس - أمرًا مخططًا لا صدفة كما يدعي البعض أنه تصرف من شخص مجنون.
فالمدعو "دينيس روهان" - وهو استرالي الأصل - لم تكن محاولته إحراق المسجد الأقصى هي الأولى، بل سبق أن حاول القيام بها بتاريخ 21/8/1968م ولكن يقظة حراس المسجد الأقصى منعت الجريمة قبل وقوعها.
وألقِي القبض على "دنيس روهان"، وحوكم محاكمةً صورية، وأبعد إلى استراليا ثم عاد ثانيةً بتواطؤ من سلطات الاحتلال الصهيوني، ونفَّذ جريمته النُّكراء بتاريخ 21/8/1969م، وهو التاريخ الذي يرتبط عند اليهود بذكرى أو دعوى تدمير الهيكل، ولهذا أرادوا أن يكون نفس التاريخ هو تاريخ إحراق المسجد الأقصى المبارك.
شبَّ الحريق بعد صلاة فجر يوم 21/8/1969م الموافق 8 جمادى الثاني عام 1389م هجرية، حيث أصبح المسجد فارغًا من المصلين.
امتدت النار وحرقت ما مساحته حوالي1500 متر مربع من أصل مجموع مساحة الجامع القِبْلي البالغة4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد. وأتى الحريق على جزء كبير من منبر " نور الدين زنكي " الذي كان بداخله.
و الجامع القِبْلي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك البالغة مساحته144000 متر مربع.
وفي هذا الحريق تأثرت أيضا أجزاء من مصلّى النساء ومن مسجد عمر
- رضي الله عنه - الموجود بالجهة الشرقية للمسجد القبلي.
لقد قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس - التي يسيطر عليها الاحتلال - التأخير؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من " الخليل " و " رام الله " قبلها وساهمت في إطفاء الحريق