في الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى المباركة وفي يوم القدس العالمي
قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة وواجبنا جميعاً أن نواجه محاولات تغييبها أو تصفيتها
تعيش قضيتنا اليوم واقعاً مريراً على كل المستويات، فمحاولات تغييبها كقضية مركزية للأمة لا تتوقف عند حد خاصة في ظل ما تعانيه فلسطين اليوم من حالة ضياع وانقسام وصراع أدت إلى تراجع الأولويات الوطنية الأساسية وسهلت للعدو الصهيوني لكي يستفرد بشعبنا ويواصل حصاره وجرائمه واعتداءاته بحق الأرض والإنسان وبحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.
اليوم تعيش القضية الفلسطينية أسوأ مراحلها عبر عزلها عن عمقها العربي والإسلامي واختصارها إلى قضايا ثانوية ومشاكل صغيرة محصورة وموزعة بين أصحاب الأجندات السياسية المختلفة، وكأن فلسطين حكر على جهة بعينها وليس لأبناء الأمة من أقصاها إلى أقصاها أي شأن بها.
شعبنا الصابر المحتسب:أيام قليلة تفصلنا عن دخول انتفاضة الأقصى عامها التاسع، ففي 28/9/2000 انتفض شعبنا دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، وداست أقدام مجاهديه اتفاقات الشؤم في أوسلو وغيرها، وأعاد شعبنا بجهاده ومقاومته الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة التي اشتعلت غضباً ونصرة لفلسطين والقدس، التي يتزامن يومها العالمي في هذا العام مع ذكرى انتفاضة شعبنا قبل تسعة أعوام دفاعاً عن مسجدها المبارك قبلة المسلمين الأولى ومحط أنظارهم.
تتعانق ذكرى الانتفاضة مع يوم القدس العالمي في هذه الليالي المباركة لتشكل مناسبة هامة تذكر الأمة بمعاني الوحدة وتنبه أبناءها إلى مخاطر المخططات الحاقدة التي تستهدف القدس وفلسطين، ولتذكر الأمة الإسلامية (شعوباً وحكومات) بواجبها الشرعي والديني تجاه المسجد الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات تستهدف هدمه وتصفية الوجود الإسلامي في محيطه، وتجاه الشعب الفلسطيني المحاصر والمظلوم.
جماهير شعبنا الأبي الصامد... أبناء أمتنا العزيزة:
اليوم القضية الفلسطينية على مفترق صعب (حصار وعداون وانقسام) والأخطر هو مؤامرات الإجهاض على قوى المقاومة والممانعة التي تواجه المشروع الصهيوني وترفض التنازل عن حقوق شعبنا وأمتنا. اليوم رأس المقاومة مطلوب بالتوازي مع هدف تصفية القضية الفلسطينية كون مشروع المقاومة قد ارتبط بالأساس بقضية الأمة المركزية، ولذلك فالمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية والمقاومة لا تنتهي حتى يتمكن الغرب والصهاينة من إحكام قبضتهم تماماً على منطقتنا العربية والإسلامية، وهو ما يستدعي منا جميعاً أن نتوحد لمواجهة "إسرائيل" حارسة المشروع الغربي في منطقتنا.
يا ابناء شعبنا يا اهلنا في فلسطين و خارجها
أولاً:إن هزيمة المشروع الغربي الصهيوني مرهونة باستمرار وتصاعد المقاومة في فلسطين وكل جزء محتل من عالمنا الإسلامي. إن المقاومة يجب أن تبقى وتستمر لأن ما حققته في فلسطين ولبنان والعراق دليل على قوة وحيوية هذه الأمة.
ثانياً:إن تحقيق النهضة المنشودة في أمتنا مرتبط بوحدتها وبالتخلص
من الوجود الصهيوني في فلسطين، وبالتالي يجب أن تبقى فلسطين قضية الأمة المركزية وأن تعيد الأمة التفافها ودعمها للمقاومة في فلسطين التي تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتهدد الأمة بأسرها ويمنع عنها كل أسباب النهضة والتقدم.
ثالثاً:إن معركة تحرير فلسطين والأقصى هي معركة الأمة جمعاء، وإن الكل العربي والإسلامي محكوم بأن يكون طرفاً واحدا في هذه المعركة، إن على الأمة أن توحد صفوفها وتستجمع طاقتها لأجل هذه الغاية الكبيرة.
رابعاً:إن على الشعب الفلسطيني ألا يفقد البوصلة مطلقاً وألا تضيع وجهته وتتناثر أهدافه في ظل الانقسام وتعدد الرايات، إن فلسطين لا تعني الضفة ولا تعني غزة، فلسطين ليست 67، فلسطين هي كامل فلسطين أرض عربية وإسلامية وجزء من الوطن العربي ومن دار الإسلام، وأهلها ومواطنوها هم سكانها الأصليون والعودة حق لا تفريط فيه.
يا أبناء شعبنا المجاهد المرابط... يا أبناء أمتنا العزيزة..
مع تعانق الذكريات وما نستوحيه من دلالات هامة في ليالي تنزل القرآن العظيم وذكرى الانتفاضة ويوم القدس العالمي حيث الترابط بين قداسة المكان وما يمثله لكل مسلم وبين قداسة الزمان في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان وما يحمل من مضامين وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها،
وقضيتنا:
1- حفظ المقاومة وإبقاء جذوتها مشتعلة على أرض فلسطين والحفاظ على صمود شعبنا في موجهة العدوان والحصار.
2- إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية قضية مركزية للعرب والمسلمين، واستمرار العمل على تحشيد كل الطاقات خلف مشروع المقاومة.
3- رفض ومواجهة أي محاولة أو إجراء أو خطوة تكرس الانقسام وتزيد الوضع الفلسطيني انقساما وشرذمة وتجزئة، باعتبار أن أية محاولة من هذا النوع تخدم العدو الصهيوني الذي لجأ لتمرير مخططاته التي فشلت أمام مقاومة وصمود شعبنا، فلجأ لتمرير هذه المخططات عبر بث الفرقة والانقسام وتحقيق الفصل التام بين غزة والضفة.
4- العمل إلى جانب كل الجهود المخلصة والحريصة من أجل استعادة التلاحم ووحدة جبهتنا الداخلية، وبناء إستراتيجية عمل وطني موحد تحافظ على الثوابت الوطنية وترتكز إلى مشروع التحرير والتخلص من الاحتلال.
وختاماً: في هذه الليالي المباركة من شهر القرآن وفي يوم القدس العالمي وعلى مشارف دخول عام جديد على انتفاضتنا المباركة نتوجه بالتحية والإكبار إلى المجاهدين الأبطال في كل مكان والتحية إلى أسرانا البواسل، التحية إلى ذوي الشهداء والأسرى والجرحى، التحية إلى أهلنا في القدس المحتلة الذين لا يتوانون عن مواجهة مخططات العدو بكل ما أوتوا من وسيلة، التحية إلى أبناء شعبنا في غزة المحاصرة والضفة الأبية، التحية إلى أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 حماة الأقصى والتحية موصولة إلى أبناء أمتنا على امتداد عالمنا العربي والإسلامي الكبير، والسلام على أرواح شهدائنا الأبرار في عليين.
بحبببببببببببك فلسطين و دمتي لنا و الله يحميكي يا رب و اجيكي ابوس ترابك وحياتك