كانت الأرض حولي قد أعلنت التمرد والطغيان
والحياة قد تبرقعت بالاسوداد وغرقت بأنهار من الدمار ...
كان كل شيء حولي يصرخ ويستجدي النجاة ...
وكل الموت في الكون نهض كالغول بيننا ويحمل بيديه سيوف وحراب ...
طعنات في كل جسد متعب وفي الروح والنفس حل الذبول والدمار ....
. كانت سمائي ترعد بغضب لكل الأبرياء ....
ومن بين الدمار نهضت أداوي جراحي....
وأصبرُ النفس وأزيل الرماد من مقلتي حتى احتواني ذبول ربيع الحياة ....
وكلومٍ أمست تنزف انهاراً في الحزن غارقات ...
...نهضت ...
ونظرت حولي فأذا به عالم متشح بكل أصناف العذاب ...
والموت يلاحقنا ورفاق الدرب غابوا تحت التراب .....
وقفت طويلا" ....انشد النجاة ...
ومن خلف حدود النار رأيته واقفا" ...
فارسا" ملامحه كموجات البحر تتساقط قطرات مطر على ارض صبخة جرداء...
واختف العالم الأهوج من حولي وكل حدود النار...
فعالمي الأحمق قد صدق كل هذا السراب.......
وكل الرايات البيض قد رفعت ....
وجفت كل بحا ر الأحزان...
وابتسمتْ شفاه الروح وحلقت في السماء طيور الأحلام .....
واخذ يتمتم بترانيم العشق والحب والآهات.......
ويصوغ لي قرطاً من الهوى يكتسي بالحب والحنان ........
ويردد كلمات تذوب رقة وحلاوة اشد من عسل الجبال.......
وتُوج نفسه عاشق هذا الزمان ........
مددت نحوه روحي أنامل غضة ترتجف .....
وزهرة الياسمينة تحكي قصة حبي واشتياقي والآهات ...
مددت اليه روحي عبرات عشق ........
وابتدأ وانتهاء ....
مددت اليه حبي وحنيني واشتياقي وخنق الكبرياء ........
مددت اليه روحي جسداً ليجتاز حدود النار .....
عبرت اليه بروحي الهث من الالم والحب والعناء ....
حتى عشعش في الروح طيور عشق وانهار برد وجبال راسيات ...
حتى وصلت أنفاسي حدود الانتهاء ...
مددت اليه أناملُ غضة ترتجف تملؤها اللهفة والانتظار ...
مددت اليه يدي احمل معي كل عشق الارض والسماء ....
نظرت اليه واحساس العاشقين قد طغى على كل عشق هذا الزمان .....
نظرت اليه وانا الهث من الالم ولانتظار ....
فاذا ملامحه التي أينعت كل حنين الأرض وعطش الزمان ...
. قد تبدلت ........
وقال يهمس لي ..... انا الكذبُ ....انا الكذب ....
انا لست فارس العشق... في هذا الزمان .....
انا أكذوبة الزمن.......
انا محطم القلوب وخانق الإحساس ...
انا صورة هذا الزمان الذي يتاجر بالكلام .....
انا من ينظر اليَّ احول طيور العشق عنده الى غربان الصحراء .....
أطرقت ... وقد خابت كل أمالي وأحلامي البريئات ......
وانتهت عندي ساعة البقاء ........
نظرت اليه بوجل حتى تيبست ياسمينة الحياة......
وغابت شمس نهاري وجفت كل الانهار ...
الكلام انتحر والموت رجع وأصبح هو السلطان ....
والحب أصبح .... لعبة ....
والكذب ... هو السلاح ....
.ثم ذهب وهو يتمتم ... انا الكذب ... انا الكذب ...
و الحب عندي وسيلة للانتقام ...