كل سنة وأنت بارقة الأمان، وصبح الاطمئنان، وكف العطف والجود.
كل سنة وأنت الملجأ من كل ضيق، المفرج بعد الله للكرب.
كل سنة وانت الخير وبكل الخير.
كل سنة وأنت مفوض أمرك لله، راض بحكمه، مؤمن بقضائه.
كل سنة وأنت طاهر القلب من سحائب السوء، والرياء، والحسد، والبغض، والكراهية البغيضة.
كل سنة وأنت صاحب عين مبصرة، وروح مبصرة، وقلب مبصر، يرى درب الخير فيسرع بك إليه بكل خيريتك، ويرى درب الهلاك فيحميك من درب الهلاك وشراكه.
كل سنة وأنت يد تعطي، وتحنو، وتربت، وتمسح جبين اليائسين بالرحمة والحنان، والحنو.
كل سنة وأنت مرفأ المتعبين، ومقصد المأزومين، وسند المستضعفين، وعون المحتاجين، وقلب مفتوح لاحتضان أنة الموجوعين والتسرية عنها.
كل سنة وانت صريح كالنهار، صادق صدق الحقيقة، نبيل نبالة الأمومة، سخي سخاء المطر إذا أمطر فأشبع وأينع وأزهر.
كل سنة وانت قادر على أن تدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
كل سنة وانت قادر على التسامح قدر قوتك على المحبة، وعلى العفو قدر قوتك على الانتقام، وعلى الصبر قدر قوتك على الثأر.
كل سنة وأنت قادر على جمع باقات من قلوب الأصدقاء الأوفياء؛ لتستشعر طعم الغنى الحقيقي وقد أحاطتك كل تلك القلوب لحظة فرح أو لحظة ترح.
كل سنة وانت المؤتمن الأمين على أسرار كل من توسموا فيك خيرا فاقتربوا ليبثوك أحزانهم، وشكواهم، وهمومهم.
كل سنة وانت أمين على من باح لك بقطوعه، وجروحه، ووقعاته لحظة ضعف أو قعصف.
كل سنة وانت صاف السريرة هادئ النفس لا يعكرك ندم على ذلة، ولا يحزنك هم على ذنب، ولا يوجعك غم وقد انزلقت قدمك بعد ثبات.
كل سنة وانت مؤمن الإيمان كله بأن ما نزرعه هو عينه الذي سوف نجنيه إن عاجلا أو آجلا، شرا كان أو خيراً، زهراً كان أو شوكا.
كل سنة وانت تسعى لاقتسام رغيف الفرح النادر مع الفقراء، والضعفاء، والمحرومين من طعم الفرح فلا يهنأ لك زاده إلا بمشاركتهم.
كل سنة وسجلك نظيف من ظلم الناس، وتخوين الناس، وتلويث الناس، وقهر الناس، والاستقواء عليهم بكل ما لديك من أسباب النفوذ أو القوة.
كل سنة وانت عارف ان الدنيا معتز، وكل ما يصطخب فيها ويلمؤها سيذهب يوما قبض الريح ولا يبقى إلا قلب سليم.
كل سنة سنديانه فارعة في قلب حقول العطاء التي لا تكف عن المنح دون أن تقدم فواتير المنة الموجعة.
كل سنة وأنت قلب طاهر من كل ما يلوثه من باطل، وانت روح مبرأة من كل ما يسحب منها كل إحساس نبيل وفاضل، كل سنة وانت نفس تعشق السعادة بقضاء حوائج الناس والتخفيف عنهم.
كل سنة وقد برأت يدك من البطش بالناس، ولسانك من الكذب على الناس، وعملك من التدليس على الناس.
كل سنة وانت تعيش بالناس، ومع الناس، وحول الناس، ما يوجعهم يوجعك، وما يؤلمهم يؤلمك سعادتك القصوي ان يفرح إنسان بعد ان امطرته الهموم، وان يسعد إنسان بعد الاكتواء بكربات وشدائد كسرته وطحنته بغمها.
كل سنة وانت مرفأ الحنان، والمودة، والمحبة والعون والأمان الذي يقصده الناس فيجد كل منهم سؤله ومبتغاه.
كل سنة والناس تحبك أكثر لأنك أهل للحب، والامتنان.
كل سنة وأنت من رحماء الأرض الذين يحبهم الرحمن.
كل سنة وانت الطيب
كل سنة وانت طيب
جريدة الشرق