قرر أن يرحل
حزم أمتعة شوقه في حقيبةٍ من حنين
ومضى ........
ولكن الواجب يحتم عليه أن يودع من احتضنه طيلة هذه المدة
مشى في شوارع ملّت من خطوط أقدامه
شعر ولأول مرة في حياته بأن تلك الشوارع ما عادت تتسع لخطواته
نظر إلى سماء طالما َألف النظر إليها
شعر ولأول مرة بأن تلك السماء ما عادت تتسع أحلامه
أو يمكن للمرء أن تكون أحلامه أوسع من السماء!!!
اتجه ليودع صديق عزيز عليه
كان بمثابة أم وأب وأخ وحبيبة
كان يدعي الوطن
طرق الباب وجلس
ابتسم الوطن في وجهه وقال له
تفضل ( البيت بيتك)
جلس محتاراً وتسأل كيف سأبدأ بالحوار
كيف سأودعه وسأقول له بأنني سأرحل
وبينما هو يفكر
قال له الوطن أعلم بأنك سترحل وستمضي بعيدا ًعني
أعرف ذلك
تنهد تنهيدة كبيرة
حتى وأن بقيت هنا أشعر بروحك تسافر بعيدة عني
أكانت أجمل مني أم أحن مني ؟؟
تلك من يدعونها غربة
آه كم أتمنى لو قتلتها كي استعيد أولادي
هل وصلتُ إلى مرحلة تلك التي لم أقوى أن أستعيدكم
فلماذا أسمي نفسي وطناً إذا؟؟
قل لي بالله عليك لماذا سترحل
تنهد ميلاد
ولدتُ يتيماً في وطنٍ لم يزيدني إلا حزناً
ولدت يتيماً في وطنٍ زادني يتماً
كنت حزيناً
ولكنك يا وطني لم تمسح دموعي
ما عادت لأحلامي مكان هنا
ما عادت الطيور البيض تملك أجنحة الحرية
فالغربان سرقت منها كل الأجنحة
سأرجع يوماً إليك يا وطني
سأعود يوماً
أجاب الوطن والدموع ترقرق في عينيه
لا تقل لي بأنك ستعود يوماً هكذا كلكم تقولون
ولا تعودني إلي إلا وأنتم جثث لا حول لكم ولا قوة
ماذا سأفعل بجثثكم !!
وأرواحكم ما عادت هنا
مد يده على كتف ميلاد وقال له
ارحل يا ولدي
وسأظل هنا أنتظرك
وتذكر يا ولدي بأنك أينما ذهبت بعيدا ًعني
ستظل روحك تهيم يتيمةً... وحيدة
فتح الوطن ذراعيه لميلاد
حيث ارتمى ميلاد بين ذراعيه والدموع تسيل على وجنتيه
سأحبك يا وطني و طالما أحببتك
سآخذك معي أينما ذهبت ستظل مزروعاً في قلبي
وردةً لا تستطيع الغربة أن تقتطفها .........
و ان شاء الله يا رب ما بنضل بعاد عن ارضنا كتير نفسي اموت بتراب بلادي مش بمكان تاني مع اني ما شفت غير الخير من وطني احبني و احببته احلامي تكبر فيه و نفسي اعمل اي شي اله لانه على طول بيمسح دموعي على طول حاضني ما رح احكي زي هاد الشب بس في اشيا بيكتبها ربي ما بنقدر نخالفه فيها بس بوعدك يا وطني اني ما رح طول غيابي
بحبك يا غالي