قصة نقلها التلفزيون السوداني مفادها أنّ هناك "فتاة سودانية تطعمها الملائكة. ويقول الكاتب: "قصة أغرب من الخيال تبعث فينا الدهشة وتعيدنا لقصص الأوائل الذين استخدموها للوعظ والتوجيه، وكنا نشكك في صحتها، ولكن هاهي قصص المعجزات تعود من جديد. والقصة كما نقلتها لنا كاميرا دنيا بالتلفزيون السوداني، تقول إنّ فتاة في الحادية عشرة من عمرها تقريبا، كانت ترعى مع ابن عمها الغنم، فذهبا الى منطقة خارج القرية حيث توجد بئر مهجورة منذ سبعة أعوام." وأضاف: " فقذف ابن العم ببنت عمه داخل البئر، تعاد هنا قصة سيدنا يوسف مع اختلافات طفيفة، ولكن الدافع هو الغيرة كذلك، وذلك بعد أن خيرها بين القتل أو الرمي فى البئر، فاختارت الصغيرة البئر. وظلت داخل البئر أربعين يوما بالتمام والكمال، لم يعرف أحد بأمرها، حيث ظن أهلها انها اختطفت أو أكلها الذئب.
وقضت كل شهر رمضان داخل البئر، حتى مر أحدهم يرعى غنمه في اليوم الأربعين، فسمعت صوت الغنم، فأصبحت تصدر أصواتا علّ أحدهم ينقذها، فجاء الراعي للبئر، وهو يعلم أنها مهجورة، ولكن لكي يتيقن من الأمر فنادى للداخل: هل أنت جن أم انس ؟؟؟؟ فردت الفتاة بأنها إنسية، وتحتاج لمن يخرجها .... ذهب الرجل مذعورا للقرية مخبرا إياهم، ولكنهم حذروه من خبث الجن واحتيالهم، لا سيما وأن هذه البئر لا شك إنها مسكونة بالجن، وطلبوا منه أن ينتظر حتى الغد والصباح رباح." من الغد، وفي الصباح، يضيف الكاتب، في أسلوب شبيه بقصص الأديان، ذهب "أهل القرية وتيقنوا أن من في البئر من الإنس وليس جنا، فقام الراعي بمهمة النزول للبئر بعد أن ربط بحبل، فكانت البئر شائكة المدخل وعرة المسالك، حيث تنمو أشجار الشوك في جنباتها، ووصل بعد عناء بعد أن طلب مصباحا لرؤية من في البئر، وهناك وجد الخفافيش تسدّ الساحة، ووجد بقربها ثعبانا ضخما مما أفزعه وتيقن إنها إنسية ولكنها أصبحت عبارة عن هيكل عظمي، فحملها بواسطه قطعة قماش، هي عمامته، خارج البئر، وهي مغمى عليها."
ومضى يقول: "حينما فاقت وتحدثت إليهم، كان العجب العجاب، حين سؤالها كيف كانت تأكل وكيف كانت تشرب.. ردت بأن هنالك رجل يلبس ثوبا أبيض يأتي إليها كل يوم بعد آذان الظهر حاملا إناء به لبن إبل وعليه ملح فتقوم بشرابه، وهكذا عاشت أربعين يوما على ذلك اللبن." ثمّ تساءل: "من ذلك الرجل، وكيف تسنى له الدخول لقاع البئر في كل يوم؟ ولماذا لم يخرجها من اليوم الأول؟" ثمّ يردّ: "أسئلة تبعث الحيرة والدهشة وتجعلك لا تفكر كثيرا، فهذا ليس رجلا من البشر قطعا، واغلب الظن انه من الملائكة المكلفين بها، وكلنا نعلم أن أيّا منا تحرسه ملائكة في حياته وتقوم برعايته."